دراسة نقدية لکتاب مناھل العرفان فی علوم القرآن
Abstract
وساهم المتخصصون من العلماء في هذه المسيرة العلمية، وكان من بين هؤلاء العلماء الأجلاء، علماء شبه القارة الهندية من مختلف المدارس الفكرية والفقهية، وكان لهم باعٌ طويلٌ في خدمة العلوم والفنون الإسلامية عمومًا، وعلوم القرآن خصوصًا، ولكن لا تزال هذه الأعمال خافية عن كثير من الدارسين والباحثين خاصة عن أخواننا العرب، والمسلمين الذين لا يعرفون اللغة الأردية؛ هذا الأمر كان من بين البواعث الرئيسة في دفعي إلى اختيار هذا الموضوع لأقدّم نبذة من دراسات معاصرة في مجال خدمة لعلوم القرآن الكريم باللغة الأردية([1])
. وتاريخ علوم القرآن باللغة الأردية حديث كحداثة اللغة الأردية، والفضل في بدء الكتابة المفصلة في علوم القرآن الكريم وأصول التفسير باللغة الأردية يرجع إلى عائلة الإمام المجدد الشاه ولي الله الدهلوي ـ رحمه الله ـ الذي وضع لبنات أساسية لهذا الفنّ. ومن الشخصيات العلمية التي ساهمت في خدمة علوم القرآن: حميد الدين الفراهي، شمس الحق الأفغاني، والسيد سليمان الندوي، وعبدالسلام الندوي، وأبي الأعلى المودودي، ومحمد أويس الندوي النكرامي، وأسلم جيراجبوري، ومالك الكاندهلوي، وقاضي مظهر الدين البلكرامي، وجوهر الرحمن، والمتفي محمد تقي العثماني، والمفتي عبدالشكور، وغلام أحمد الحريري،وأنور شاه الكشميري، وغيرهم من العلماء الذين ظهرت جهودهم في خدمة علوم القرآن.
ومن خلال تصفحي للكمّ الهائل من التراث العلمي من الكتب الجامعة لفنّ علوم القرآن الكريم باللغة الأردية، فقد لاحظت أن أصحابها قد استفادوا كبيراً من بحوث ومؤلفات المتقدمين، وأضافوا فيها حسب ما رأوا من الضرورة وفق الظروف التي عاشوها في شبه القارة الهندية؛ وذلك لأن المؤلف دائمًا يتأثر من بيئته ومجتمعه، ويحاول مناقشة متطلبات عصره، كما أن هناك كُتُباً أُلفت ورُتّبت لضرورات معينة من التدريس أو التحقيق أو الردّ على مواقف معينة أو الدفاع عن مواقف معينة.
في هذا المقال سوف أقومـ بتوفيق من الله تبارك وتعالى ـ بتقديم دراسات معاصرة لکتاب مشهور في علوم القرآن باللغة الأردية، والکتاب الذی اخترته هو "منازل العرفان في علوم القرآن للشيخ محمد مالك كاندهلوي
([1]) وكان موضوع رسالتي في الدكتوراه "جهود علماء شبه القارة الهندية في علوم القرآن باللغة الأردية في القرن العشرين: (دراسة ونقد)" كتبتها تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد سليم شاه ـ حفظه الله رعاه